Admin Admin
المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 11/10/2012
| موضوع: اليد العليا واليد السفلي الجمعة أكتوبر 12, 2012 12:31 am | |
| اجتهاد العاقل فيما يصلحه لازم له بمقتضى العقل و الشرع . فمن ذلك حفظ ماله ، و طلب تنميته ، و الرغبة في زيادته لأن سبب بقاء الإنسان ماله فقد نهى عن التبذير فيه ، قال صلى الله عليه و سلم ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ). و قال :
( ما نفعني مال كمال أبي بكر)
و كان أبو بكر رضي الله عنه يخرج إلى التجارة ، و يترك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلا ينهاه عن ذلك . و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه]: لأن أموت بين شعبتي جبل أطلب كفاف وجهي أحب إلي من أن أموت غازياً في سبيل الله .و كان جماعة من الصحابة رضي الله عنهم يتاجرون . و من سادات التابعين سعيد بن المسيب ، مات و خلف مالاً ، و كان يحتكر الزيت . و ما زال السلف على هذا . ثم قد تعرض نوائب كالمرض يحتاج فيها إلى شيء من المال فلا يجد الإنسان بداً من الاحتيال في طلبه ، فيبذل عرضه أو دينه . ثم للنفس قوة بدنية عند وجود المال ، و هو معدود عند الأطباء من الأدوية . حكمة وضعها الواضع . ثم نبغ أقوام طلبوا طريق الراحة فادعوا أنهم متوكلة و قالوا : نحن لا نمسك شيئاً ، و لا نتزود لسفر ، و رزق الأبدان يأتي . و هذا على مضادة الشرع ،فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن إضاعة المال . و موسى عليه السلام لما سافر في طلب الخضر تزود . و نبينا صلى الله عليه و سلم لما هاجر تزود . ثم يدعي هؤلاء المتصوفة بغض الدنيا ، فلا يفهمون ما الذي ينبغي أن يبغض . و يرون زيادة الطلب للمال حرصاً و شرهاً . و في الجملة إنما اخترعوا بآرائهم طريقاً فيها شيء من الرهبانية إذا صدقوا و شيء من البهرجة إذا نصبوا شبك الصيد بالتزهد ، فسموا ما يصل إليهم من الأرزاق فتوحاً . قال ابن قتيبة في غريب الحديث عند شرح و قوله صل الله عليه و سلم : و اليد العليا قال : هي المعطية . قال : فالمعجب عندي من قوم يقولون هي الأخذة . و لا أرى هؤلاء القوم استطابوا السؤال ، فهم يحتجون للدناءة ، فأما الشرائع فإنها بريئة من حالهم . و كان ابن عقيل رحمه الله يقول : [ من قال إني لا أحب الدنيا فهو كذاب. [ و قال بعض السلف : [ من ادعى بغض الدنيا فهو عندي كذاب إلى أن يثبت صدقه ، فإذا ثبت صدقه فهو مجنون . [ صيد الخاطر لابن الجوزي | |
|