raed
المساهمات : 167 تاريخ التسجيل : 11/10/2012
| موضوع: لماذا لم يخبرنا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوقت قيام الساعة ؟ الأحد أكتوبر 14, 2012 8:44 pm | |
| السؤال: <BLOCKQUOTE class=qsection>لماذا لم يخبرنا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوقت قيام الساعة ؟. </BLOCKQUOTE> الجواب: <BLOCKQUOTE class=qsection> الحمد لله أولاً : لم يخبرنا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوقت قيام الساعة أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يعلم وقت قيام الساعة . وقد سبق في السؤال رقم ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]) الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك . ثانياً : فإن قيل : لماذا لم يخبرنا الله تعالى بوقت قيام الساعة ؟ فالجواب : أن الحكمة تقتضي إخفاء وقتها عن الخلق . وبيان ذلك : أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث مبشراً لمن أطاعة بالجنة ، ومنذراً لمن عصاه بالنار. والإنذار بالساعة والنار وأهوالها ، لا تتم الفائدة منه إلا بإبهام وقتها ؛ ليخشى أهلُّ كلِّ زمان إتيانَها فيه ، فالإعلام بوقت إتيانها ، وتحديد تاريخها ، ينافي هذه الفائدة ، بل فيه مفاسد أخرى ؛ فلو قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للناس : إن الساعة تأتي بعد ألف سنة من يومنا هذا مثلا ، لرأيت المكذبين يستهزئون بهذا الخبر ، ويلحون في تكذيبه ، والمرتابين يزدادون ارتيابا . فالحكمة البالغة إذن في إبهام أمر الساعة للعالم ، كما أخفى الله تعالى وقت الساعة الخاصة بكل إنسان وهي الموت . قال الآلوسي رحمه الله : "وإنما أخفي سبحانه أمر الساعة لاقتضاء الحكمة التشريعية ذلك ؛ فإنه أدعى إلى الطاعة ، وأزجر عن المعصية ، كما أن إخفاء الأجل الخاص للإنسان كذلك . . . وتدل الآيات على أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعلم وقت قيامها ، نعم علم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قربها على الإجمال ، وأخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به" اهـ . "فيجب على المؤمنين أن يخافوا ذلك اليوم ، وأن يحملهم الخوف على مراقبة الله تعالى في أعمالهم ؛ فيلتزموا فيها الحق ويتحروا الخير ، ويتقوا الشرور والمعاصي ، ولا يجعلوا حظهم من أمر الساعة الجدال ، والقيل والقال" اهـ من تفسير المنار . ومن رحمة الله تعالى بخلقه أنه جعل لهم علامات دالة على قرب قيام الساعة ، حتى يكون ذلك باعثاً لهم على العمل الصالح ، وتقوى الله ، واجتناب محارمه ، فكلما رأوا علامة من علاماتها قد تحققت ازداد خوفهم من الساعة وأهوالها ، وازداد يقينهم بقربها ، فيزداد استعدادهم لذلك بالعمل الصالح . قال الله تعالى : ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ) محمد /18 . أي علاماتها. ويدل على ذلك ما رواه مسلم (2947) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا : طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، أَوْ الدُّخَانَ ، أَوْ الدَّجَّالَ ، أَوْ الدَّابَّةَ ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ ) . رواه مسلم (2947) . أي : سابقوا ست آيات دالة على وجود القيامة ، وسارعوا بالأعمال الصالحة قبل وقوعها وحلولها ؛ فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يقبل ، ولا يعتبر . وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ ) وفي رواية بالتصغير (خُوَيْصة أحدكم) وهو ما يخص الإنسان دون غيره ، وأراد به الموت ، الذي يخصه ، ويمنعه من العمل ، إن لم يبادر به قبله . و "أَمْرَ الْعَامَّةِ" المراد به القيامة . قال القاضي : "أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات ؛ فإنها إذا نزلت أدهشت ، وأشغلت عن الأعمال ، أو سد عليهم باب التوبة ، وقبول العمل" . قال العلائي : "مقصود هذه الأخبار الحث على البداءة بالأعمال قبل حلول الآجال واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات" . نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاغتنام الأوقات في طاعته . والله تعالى أعلم .</BLOCKQUOTE> | |
|