منتدي تعليم العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي تعليمي - تعليم مصري - منتدي ـ تعليم الازهر - منتدي طلاب مصر والازهر - منتدي طلاب الجامعات المصريه - منتدي طلاب العرب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاخاء الديني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 11/10/2012

الاخاء الديني Empty
مُساهمةموضوع: الاخاء الديني   الاخاء الديني Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 12, 2012 10:59 pm

اذا يُقال في
الإمام علي عليه السلام وهو الذي لم يرفع يده بغضب السيف على باغٍ من
الباغين عليه، إلا وقد بسط كلتا يديه قبل ذلك للسّلام
...
ثم يقول لمناجزه: (إنني لأكره أن أريق دمك..)
وهو الذي أسس لمحو مصطلح الثأر الجاهلي من قاموس العرب وعداوات العرب...
فكان مؤسساً بحق لأدب المفاوضة في كلّ خلاف, ومن ثم أدب الخصومة في كلّ
نزاع فصدف بعقله عن خصومات فعل الغرائز ورد الفعل عليها بالغرائز ليلفت إلى
أنّ الجهل والغضب هما المثيران لطغيان الخصومة فلا تُفضّ إلا بالمعرفة
ومحبة الهدى بوصفهما معيار النقد فيقول: (
إنني
أكره لكم أن تكونوا سبّابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كانَ
أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبّكم إيّاهم: اللهمّ احقن دماءنا
ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالهم حتى يعرف الحق من جهلَه
ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به
).‏
لقد خاصم الإمام عليه
السلام وفاوض وسالم وتسامح, ولكنه لم يداهن قط في دينه ولم يعطِ الدنية في
أمره ولم يكره شيئاً كراهيته لشن الثارات الجاهلية وسفك الدماء وعنده أنّ
الغالب يمثل هذا الشرّ مغلوباً ولأوّل مرّة يؤسس لثقافة الاعتذار اقتلاعاً
لألغام الفتن والقتال فيؤدب شيعته وغير شيعته على معنى الاعتذار والانتصار
لعقل المودة بين الناس: (
اقبل عذر من اعتذر إليك) (وقاتل هواك بعقلك تسلم لك المودة) وعنده أنّ المؤمن لا يدخله غضبه في باطل، ولا يخرجه رضاه عن الحق، فيقول عليه السلام: (شيعتنا إن غضبوا لم يظلموا.. بركة على من جاوروا سلم من خالطوا
فإذا كانت لغة الإمام عليه السلام لغة إنسانية وإذا كان فكر الإمام عليه
السلام فكراً بحجم الحضارة الإنسانية, وعنده أنّ الفتن التي تؤججها قواقع
الأسلحة بالغيظ لا ترد إلاّ بالصلح الذي يحقن الدماء، فإنّ في الصلح دعة
للجنود وراحة من الهموم وأمناً للبلاد، ولأوّل مرّة يلفت الإمام إلى فتنة
من فتن المفاوضات مع العدو فيحذّر من كتابة الاتفاقات بلغة ملتبسة تحتمل
التأويل والتفسير لأنّ مثل هذه اللغة من شأنها أن تغري المتفاوضين بلعبة
الاحتيال على الألفاظ والكلمات تماماً كما حدث بوثيقة قرار مجلس الأمن
لانسحاب (
إسرائيل)
من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 فقد عمد الإسرائيلي إلى مخادعة
القانون الدولي بالقول إنّ نص الوثيقة يدعو (إسرائيل) إلى الانسحاب من
أراضٍ وليس من الأراضي أي أنّ حذف حرف واحد من القرار الوثيقة انتهى إلى
تزويرها وابتلاع الأرض العربية في واضحة النهار... فيقول الإمام عليه
السلام: (
ولا تعقد عقداً تجوز فيه العلل ولا تعولنّ على لحن قول إلاّ بعد التأكيد والتوثقة).‏
ولأنّ السّلام ثقافة فإنّ أبجدية هذه الثقافة مركوزة في حروف العدالة, ولأنّ
العدالة مشروطة بوحدة الميزان فإنّ معركة السّلام والعدالة هي معركة
العلماء بوصفهم الأمناء على اعتدال الميزان بالحق فيقول عليه السلام: (
وقد
أخذ الله على العلماء ألاّ يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم... وليس شيء
أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم فإنّ الله سميع
دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد...).‏

ولأوّل مرة يفتح مفهوم
الإخاء الديني على مفهوم الإخاء الإنساني بنظريّة المساواة في المواطنة
وفي الكرامة وفي الحقوق والواجبات... فإنّهم صنفان إمّا أخ لك في الدّين
وإما نظيرٌ لك في الخلق، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يُعطيك الله
من عفوه وصفحه, ولا تندمن على عفو ولا تبجحن بعقوبة.‏

ولأوّل مرة يتمّ التأسيس لحوار الأديان على قاعدة الدّين الواحد فيروي عليه السلام عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم قوله: (لا تستصغرن عبداً من عبيد الله فربما يكون وليّه وأنت لا تعلم
والجوهر في دين المتديّنين هو الزُهد يراه في أخلاق المسيحيّين الأوفياء
لمنهاج المسيح عليه السلام فيصفهم عليه السلام: أولئك قوم اتخذوا الأرض
بساطاً وترابها فراشاً وماءها طيباً ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج
المسيح عليه السلام..‏
.
وما من معنى من معاني الإمامة إلاّ وهو متصل أوثق الاتصال بروح علي واسم علي عليه السلام سواء منها ما دلّ على الإمامة القانون:
)
وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ( (يس:12)
أو على الإمام القدوة والمثل الأعلى:
)
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً( (البقرة:124)
أو على الإمامة المعرفة المحيطة بكلام الله كلّه في التوراة والإنجيل والقرآن وهو القائل (لو ثنيت لي وسادة, فجلست عليها لحكمت في أهل القرآن بقرآنهم حتى تركت كل كتاب ينطق من نفسه: لقد صدق علي).‏
وشرف المرأة المسيحيّة
عنده كشرف المرأة المسلمة فيغضب على سفيان بن عوف عشيّة انتهاكه لحرمات
المسيحييّن والمسلمين في مدينة الأنبار العراقية فيقول عليه السلام: (
ولقد
بلغني أنّ الرجل كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع
حجلها... ثم يقول: فلو أنّ أمرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به
ملوماً
) ثم يوقّع بيمينه على وثيقة حماية المسيحيّين: (لا يُضاموا, ولا يُظلموا, ولا ينتقص حق من حقوقهم فأموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا)
ثم ينهى عليه السلام عن فقه التمييز الطائفي فيأمر بجعل ديّة المسيحي
كديّة المسلم ويحذّر الإمام من فتنة التعصّب للدّين أو القوميّة أو السياسة
لأن التعصّب لا يتغذى إلاّ من جهل أعمى أو سفاهة عمياء... في حين أنّ
الإيمان والإخلاص لقيم الدّين والقوميّة والسياسة يجب أن تصدر عن إرادة
الوعي وعياً معرفيّاً بفضائل تلك القيم التي لا يراها المتعصّب الأعمى
للأفكار والأشخاص فيقول عليه السلام: (
ولقد نظرت فما وجدت أحداً من العالمين يتعصب لشيء من الأشياء إلاّ عن علة تحتمل تمويه الجهلاء أو حجّة تليط بعقول السفهاء)..
ولكي لا تغدو العلاقة بالدّين ورموزه علاقة ضحيّة يؤسس الإمام لنظرية العصبية المحبوبة بقوله: (فإنّ
كان لابدّ من العصبيّة فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحاسن الأمور والأخلاق
الرغيبة والأحلام العظيمة والآثار المحمودة والأخذ بالفضل والكفّ عن البغي
والإنصاف للخلق واجتناب المفاسد في الأرض
).
والسؤال: كيف ينهض
الوطن بمرآة هذا الوطن الذي يجسد في بنيانه المرصوص كامل تلك الفضائل؟ وكيف
ينهض الوطن بمرآة هذا الإنسان الذي يختصر الوطن في رجل بملء العين وملء
العقل وملء الروح ?!..‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eduarab.forumegypt.net
 
الاخاء الديني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي تعليم العرب :: المنتدي الاسلامي :: المنتدي الاسلامي العام-
انتقل الى:  
اعلان